كتاب علـم التربيـة وأســســـــــه
علـم التربيـة وأســســـــــه
تأليف: د. محمد سعيد عبده علي
الفصل الأول
علم التربـية
أولاً- مفهوم العلم
ثانياً- تطور الدراسة العلمية والعملية للتربية
العوامل التي ساعدت على تطور الدراسة العلمية والعملية للتربية:
أ- انتشار المبادئ الديمقراطية
ب- أهم إسهامات علم النفس في التربية
ج- تطور العلوم الطبيعية
د- مناهج البحث التربوي
ثالثاً- مجالات التربية:
1- أصول التربية
2- فلسفة التربية
3- التربية المقارنة
4- تاريخ التربية
5- علم الاجتماع التربوي
الفصل الأول
علم التربية:
هو العلم الذي يهتم بنقل العلوم العقلية والروحية والعملية من جيل إلى آخر، كما يعمل على حفظ الثقافة ويركز على العمليات التعليمية التي تقوم بها المؤسسات التعليمية الخاصة والعامة، ويؤدي إلى تطور الإنسان بما يتفق ومدخرات مجتمعه المادية والروحية(1).
ولمعرفة علم التربية هناك ثلاثة نقاط يتحتم مناقشتها هي: مفهوم العلم، تطور الدراسة العملية والعلمية للتربية، ومجالات علم التربية.
أولاً: مفهوم العلم:
العلم نشاط اجتماعي وفكر إنساني، والعلم دائماً في صراع مع البيئة لتحقيق نمو وقوة أفراد المجتمع، وهذا الصراع هو سر تقدم المجتمع البشري ونموه، ويعتبر العلم المادي وسيلة لتقدم المجتمع وتطوره، فاكتشاف الكهرباء مثلاً غير الكثير من أساليب وعادات أفراد المجتمع قديماً، فأصبح البناء المعماري يتلاءم مع معطيات الكهرباء.
والعمل المتطور يستمد مقوماته من مشاكل وحاجات المجتمع، فتقدم المجتمع مرهون بتقدم العلم، ويساعد العلم في الحفاظ على قيم المجتمعات وتقاليدها، وتعتبر التربية الوسيلة الوحيدة لنقل العلم(2).
ثانياً- تطور الدراسة العلمية والعملية للتربية:
الملاحظة والمحاولة والصدفة ودراسة تاريخ الأمم السابقة أدى إلى وضوح الرؤية لمفهوم التربية فالمزارع أثناء ممارسته لحرفة الزراعة لاحظ أن بعض التربة صالح للزراعة وبعضها الآخر غير صالح، ويمكن أن تستصلح الأرض غير الصالحة عن طريق تسميدها.
وجد المزارع أن أكثر النباتات لا تنمو في الأماكن المظلمة ولو عرضت تلك النباتات للضوء لنمي ون ذلك استنتج أهمية الضوء بالنسبة للنباتات، ووجد أن بعض النباتات تمرض، واكتشف أسباب أمراضها وطريقة الوقاية منها، ووجد الدواء المناسب لكل مرض.
ومن تلك الملاحظات بدأت الزراعة كعلم أساسه الملاحظة والتجربة، وعلم التربية يشبه في ظهوره علم الزراعة، فالمربي خلال خبرته مع الطلاب والمنهج لاحظ أن بعض الطلاب يتميزون بقدرات عقلية واستيعابية أحسن من غيرهم، وأن بعض المناهج تصلح لبعض الطلاب ولا تصلح للبعض الآخر، وأن هناك عوائق نفسية واجتماعية تؤثر على تحصيل الطلاب، واستطاع المربي من خلال خبرته التعليمية أن يعرف أسباب العوائق وأن يجد لها الحل الأمثل، واستطاع المدرس من خلال تفاعله مع الطلاب معرفة أن لكل مرحلة عمريه قدرات معينة، فصاغ المنهج التعليمي ليتماشى مع المستوى الفكري والعمري لكل منها.
ونشأ علم التربية من خلال الممارسات التربوية، ويعد السفسطائيون "المشائون" وهم من أتباع ارسطو في العهد الإغريقي أول من خطى الخطوة الأولى لإظهار التربية كعلم له أسسه وطرق تدريسه حيث كانوا يجادلون الناس بقرع الحجة بالحجة.
وفي العصور الوسطى زاد عليه المسلمون مما أفاء الله عليهم من مناهج ربانية ومما جادت به عبقريتهم، ومما جعل لعلم التربية استقلالية هو انتشار الحركة العلمية للتربية في القرن العشرين حيث ظهرت عدة عوامل ساعدت على تطور الدراسة العلمية والعملية للتربية هي: