التغير الاجتماعى والثقافى
الفصل الثانى
إشكالية التغير الثقافى
1- من الامور البديهية انه لا توجد ثقافة استاتيكية على الاطلاق ، مهما اتسمت الضوابط بالشدة والصرامة ، ومهما غلب طابع الردع والقسوة على الجزاءات .
2- اى باحث ينظر لاى مجتمع ، يجد ان هناك تغير قد طرأ على الثقافة فى هذا المجتمع على المدى الطويل .
3- اثبتت الاكتشافات الثرية وقوع التغير بشكل مطرد ومنسجم على مخلفات الناس وآثارهم فى المنطقة التى كانوا يسكنونها .
4- التغير فى العناصر المادية واللامادية عام وشامل ، وان كانت معدلاته فى احدهما تفوق الآخر بالطبع .
5- التغير هو المعول الذى يهدم فى صرح استاتيكية الثقافة .
مفهوم التغير الثقافى :
هو عبارة عن التحول الذى يتناول كل التغيرات التى تحدث فى اى فرع من فروع الثقافة ، بما فى ذلك الفنون والعلوم والفلسفة والتكنيك ، كما يشمل صور وقوانين التغير الاجتماعى نفسه . ، كما يشمل كل التغيرات التى تحدث فى اشكال وقواعد النظام الاجتماعى .
يتميز التغير الثقافى بانه :
1- عملية تحويل شامل قد تتناول طبيعة الثقافة نفسها .
2- عملية تحليل وتفكك يتولد عنها كثير من العلل والانتكاسات .
3- عملية تقوم على الحركة المفاجئة .
4- عملية تعتمد على الاتصال الخارجى .
التغير الثقافى ينتج بصورة اساسية عن الاختراع او التجديد سواء أكان اختراعاً ام اختراعاً اجتماعياً كظهور الديانات والفلسفات والقوانين الاجتماعية . التغير الثقافى هو الذى يقتصر على التغيرات التى تحدث فى ثقافة المجتمع . يعبر التغير الثقافى عن التغير الذى يحدث فى اجزاء الثقافة ، اى فى بنائها او فى عناصرها او فى مضمونها ( حسب تعريف هولتكرانس )
يرتبط مفهوم التغير الثقافى بمفهوم ( التعجيل الثقافى ) اى زيادة معدل التغير الثقافى . اوجبرن يفترض ان التراكم يرجع الى صفتين فى العملية الثقافية ، احداهما : ثبات الاشكال الثقافية , والاخرى : اضافة اشكال جديدة ، وبذلك ظهرت بعض المشكلات نتيجة تباين نسبة التغير فى الثقافة المادية واللامادية وتوصل الى ما اطلق عليه ( الهوة الثقافية) .
يشتمل التغير الثقافى على التغيرات التى تحدث فى ثقافة المجتمع ، وان هذا التغير ليس ظاهرة منعزلة ، وانما ظاهرة عامة وشاملة فى كل مجتمع وكل ثقافة مهما اتسمت بالثبات والجمود ، لذا عند دراسة التغير الثقافى ، ينبغى ان نضع التغير على طرف ، والمحافظة الثقافية على الطرف المناقض له .
سرعة وحجم ومجال التغير الثقافى تختلف من مجتمع الى آخر . التغير الثقافى يتسارع كلما تعرض المجتمع لازمة ما . التغير الثقافى يعد عملية انتقائية ، اى يتقبل الافراد ما يتصورون انه مفيد ويتلائم مع قيمهم . ( الحوصلة الثقافية ) مصطلح يعنى صيغة ثقافية جديدة تدمج بين عناصر ثقافية تقليدية داخلية وعناصر حديثة خارجية . يشير التغير الثقافى الى اى تغير يمكن ان يؤثر فى مضمون او بناء ثقافة معينة .
يعتمد التغير الثقافى على : الانتشاراو الاختراع .وهما عاملين مترابطين . ( العملية الثقافية ) هى الطريقة التى يتم بها التغير الثقافى . ( التثاقف ) يعنى عملية التغير من خلال الاتصال الثقافى الكامل ، اى اتصال بين ثقافتين يؤدى الى زيادة اوجه التشابه بينهما فى معظم الميادين الثقافية . يتضمن هذا المصطلح عملية ( الاستعارة الثقافية ) . يشير مصطلح ( تجديد ) الى العملية التى تؤدى الى قبول عنصر ثقافى جديد ، وهى صورة من التغيرالثقافى ايضاً .
الاتصال – الاختراع – الاكتشاف – الانتشار – التكامل – الابداع – التغير التدريجى – اعادة التفسير ......... الخ مفاهيم يتضمنها التغير الثقافى ، وهذا يدل على ان التغير فى حقيقته ظاهرة ثقافية عامة تشكل عملياته – عبر الزمن – ديناميات الثقافة . تعريف ( تايلور ) للثقافة ص 79 وحسب هذا التعريف يعد التغير الاجتماعى جزءاً من التغير الثقافى او جزءاً منه . غاية القول هو ان الثقافة ظاهرة عامة فى كل مجتمعات البشر على اختلاف حظوظهم من التخلف او التقدم . من العزلة او الانفتاح , من الشرق او الغرب على حد سواء .
اصول التغير الثقافى :
1- شغلت قضية التغير اهتمام المفكرين والفلاسفة الاجتماعيين ، وتناولوا هذا الموضوع فى سياق تفكيرهم العام فى المجتمع
2- برز اهتمامهم بهذه القضية من خلال تركيزهم على طريقتين اساسيتين فى تحليل المجتمع والحضارة بشكل عام .
3- كان الاتجاه القديم فى التغير اتجاهاً سلبياً حيث تمسكوا بالرأى المتشائم والذى يقول ان التغير يؤدى الى عواقب وخيمة .
وقد ظهر هذا الرأى فى الكتابات الصينية والهندية القديمة ، وفى تعليمات فلاسفة اليونان والاغريق ، وفى الشعر الرومانى وفلسفة لاكريتس .
4- فى القرون الوسطى عولج التغير متأثراً بإهتمامات الناس فى تلك الفترة حيث كان اهتمام منصباًعلى القوى الخارقة فى توجيه التغير .
5- ثم انحصر الاهتمام فى فهم التغير على اساس المعتقدات والتصورات الاسطورية .
6- لعب قادة الفكر دورا كبيرا فى تطوير الاتجاه الحديث نحو التغير الاجتماعى .
7- من ابرز المفكرين العرب الذين تناولوا التغير العلامة ( ابن خلدون ) .حيث اهتم بعملية الارتقاء الاطرادية وبتاريخ الانسانية ، وبذلك مهد لفهم جديد لظاهرة التغير .
8- فى مستهل العصور الحديثة عولج التغير باعتباره اتجاها تقدميا ً، ونظر اليه على انه تقدم مستمر ،وان الانسان قادر على تغيير النظام الاجتماعى . وقد اعتنق هذا الرأى عدد كبير من المفكرين المحدثين فى القرن السابع عشر مثل فرانسيس بيكون .
9- استقر هذا الرأى وصاراكثر وضوحا فى اعمال المفكرين الفرنسيين مثل تيرجو وكوندرسيه فى القرن الثامن عشر .
10- كان علماء الانثربولوجيا يعتقدون ان الانسان البدائى يعيش حياة ثابتة تستمد ثباتها من ثبات الثقافة . ويقول ( سبنسر ) (وهو من اصحاب الاتجاه التطورى ) ان الانسان البدائى محافظ الى حد كبير ، وهو اكثر مقاومة للتغيير .
10- اكد علماء الانثروبولوجيا على حدوث التغير فى المجتمعات البدائية ، لكى يصححوا اخطاء نكرانهم لوقوع هذا التغير . ولعل ( فرانز بواس ) هو الذى حمل لواء هذه الدعوة مع سائر اصحاب الاتجاه الانتشارى فى دراسة التغير الثقافى .
11- الوظيفيون اكملوا الصورة العلمية بتركيزهم على قواعد منهجية بالغة الاهمية فى دراسة التغير الثقافى وتناول موضوعاته . ويمثل هذا الاتجاه ( مالينوفسكى ) فى منتصف القرن العشرين .
وخلاصة هذه الآراء والتوجيهات المنهجية تبغى تلافى القصور السابق عند التطوريين والانتشاريين ، ويمكن تحديد هذه الشروط والتوجيهات المرتبطة بدراسة التغير الثقافى فيما يلى :
1- ان التغير الثقافى ليس ظاهرة منعزلة ، انما ظاهرة عامة وشاملة فى كل مجتمع .
2- الموضوعية فى الدراسة بان ينتزع الباحث الانثروبولوجى نفسه ويجردها عن الثقافة التى يدرسها .
3- ضرورة تفاعل دارس التغير مع الثقافة بنفس طريقة تفاعل الاعضاء المنتمين اليها .
4- التزام الباحث بالنظرة الكلية للثقافة لكى يقف على الصورة الكلية للتغير والثبات من حيث المعوقات والمنشطات .
5- على الباحث ان يستوعب التنوع والتباين فى الثقافة بشكل لا يقل عن استيعابه لتنوع وتباين الانماط السلوكية .
غاية القول ان دارسى الثقافة قد اهتموا بدراسة التغير اكثر من اهتمامهم بتحليل ودراسة الثبات ، ويرجع ذلك الى سببين :
1- الاهتمام بالتطور التاريخى ، لذلك تركزت البحوث والدراسات على دراسة الثبات فى المجتمعات البدائية تأكيداً لنظرية التطور، وتدعيماً لقضاياها .
2- سهولة دراسة التغير عن دراسة الثبات ، وهو سبب منهجى بحت مستمد من طبيعة المشكلة ذاتها . ولفهم مشكلات الديناميات الثقافية ، يجب ان نضع كلا السببين فى الاعتبار ، مع مراعاة وجودهما فى حالة تفاعل وحركة ايضاً .
عوامل التغير الثقافى : من خلال اهتمام علماء الاجتماع والانثروبولوجيا بدراسة التغير الثقافى ومعرفة مصادره ، حظيت عملية ( التراكم الثقافى ) وكيفية حدوثها باهتمام خاص ، إذ افترضوا ان عملية التغير الاجتماعى تتم عن طريق :
1- عوامل داخلية الاكتشاف: يعتبر الاكتشاف اضافة جديدة لمخزون المعرفة الحية للبشرية عبر تاريخها الطويل والممتد ، ولا يصبح الاكتشاف عاملا محدثا للتغير الاجتماعى الا بعد استخدامه من قبل المجتمع .
الاختراع : هو توليف جديد لسمتين ثقافتين او اكثر مع استخدامهما فى زيادة محصلة المعرفة الموجودة بالفعل . ويتصف بالاستمرارية كعملية تعتمد على خبرات ومعرفة متراكمة وعلى اختراعات سابقة . يمكن تقسيم الاختراعات الى : اختراعات مادية : كالقوس والرمح والهاتف والطائرة . واختراعات اجتماعية : كالمؤسسات والحروف الابجدية والحكومة الدستورية .
وفى كل حالة من الاختراعات ، يتم الاستفادة من العناصر القديمة والارتباط بينهما وتجديدها بحيث تصبح صالحة لاستخدامات جديدة . الاختراع اوالتجديد لا يأتى من فراغ ، بل لا بد لحدوثهما من خلفيات معرفية واختراعات سابقة ومقدمات . بمعنى انه كلما ازدادت عناصر الثقافة ( من خلال عملية التراكم الثقافى ) ازدادت الاختراعات . كما ان هذا التزايد يعبر فى الوقت ذاته عن عملية التراكم الثقافى ، وكلما زادت الاختراعات زادت المادة المتاحة للاختراع .
2- عمليات خارجية : لا تحدث العوامل الخارجية الا من خلال الاحتكاك الثقافى بين الثقافات . العوامل الخارجية مثل الانتشار الثقافى _ الاستعارة . يشير مصطلح ( الانتشار ) للعمليات التى تنتج تماثلاً بين مجتمعات متباينة
1- تتم عملية الانتشار بين مجتمع وآخر .
2- الانتشار عملية انتقائية .
3- يشتمل الانتشار على بعض عمليات التطور او التعديلات للعناصر الثقافية التى تتم استعارتها .
يميز معظم علماء الاجتماع والانثروبولوجيا بين ثلاث عمليات منفصلة للانتشار هى :
1- الانتشار الاولى ، يحدث من خلال الهجرة ( مثال فى الكتاب )
2- الانتشار الثانوى وهى النقل المباشر لعنصر او اكثر من عناصر الثقافة المادية .
3- انتشار الافكار ، قد تحدث دون هجرة مباشرة او نقل لعناصر تقنية ، الا انها تحدث تغيرات ثقافية كبيرة ، مثل الدعوة للحرية ، والمساواة وحقوق الانسان .
من خلال تتبع آثار السمات الثقافية ، لاحظ الباحثون :
1- انتشار الثقافة لا يقتصر حدوثه على الجماعات الاقل تحضرا ، بل يحدث التبادل الثقافى بين المجتمعات بغض النظر عن درجة تحضرها . 2- قد يكون الانتشار مباشرا او غير مباشر ، يحدث الانتشار المباشر عندما يتم الاحتكاك المادى بين الاشخاص والجماعات احتكاكا فعليا ، مثل عمليات الهجرة والاستعمار . يحدث الانتشار غير المباشر دون وجود اتصال فعلى بين الاشخاص او الجماعات ، إذ يتم عن طريق وسائل الاعلام كالمذياع والسينما والصحافة .
( الاستعارة الثقافية ) هى نوع من انواع التجديد الثقافى الذى يعتمد على الاتصال بين المجتمعات من خلال اساليب متعددة كالحرب والزواج وطلب العلم وغيرها . قد يستعير المجتمع نمطا ثقافيا كاملا او جزءا من كل ثقافى . قد تفضى الاستعارة الثقافية الى إحداث افعال مضادة تؤدى الى احداث تغيرات اجتماعية جديدة .
وسائل الاتصال الاعلامى : تؤثر فى زيادة التثقيف وتنوع المعرفة لدى الجمهور . تطور وسائل الاتصال الجماهيرى ووسائل النقل قد اثر بشكل كبير وواضح فى تطور الثقافة وانتشارها . قامت المحاولات العلمية فى رؤيتها للانتشار الثقافى على فكرة المراكز الثقافية وانتشار الثقافة منها الى مناطق اخرى . وان الانتشار يأخذ شكل اشبه بدوائر الماء حين نلقى فيه حجراً ، وان الثقافة تنتشر فى دوائر منتظمة بمعدل ثابت السرعة وفى وسط متجانس . ( الامثلة فى الكتاب ) .
بيد ان التطور العلمى المذهل فى مجال الانتقال والاتصالات جعل العالم اشبه بقرية إليكترونية ، وهذا اضعف من مصداقية الزعم بالانتشار الثقافى القائم على المراكز الثقافية .
انماط التغير الثقافى :
1- تحديد نقطة الصفر فى النسق الثقافى او الاجتماعى - ثم تحديد اتجاه النسق بعد اطلاقه ، هما من الابعاد الهامة فى النسق الوظيفى المتغير. 2- يقرر الوظيفيون الانثروبولوجيون ان التغير ينبع اساسا من الخارج ، الا ان هذا لا يمنع من امكانية قيام تغير داخلى بفضل عوامل داخلية فى الثقافة ذاتها .
التغير الثقافى الداخلى :
يحدث نتيجة لمجموعة من العوامل والعمليات الداخلية مثل التجديد والاختراع والاكتشاف .
الافراد الافذاذ الذين يقومون بالابتكارات والاختراعات ينقسمون الى فئتين تتخذان القرارات المعجلة بالتغير الثقافى سواء كانوا يشغلون مراكز رسمية قيادية ، او لا يشغلونها . الفئة الاولى :
تضم الانسان الهامشى الذي ينحرف عما الفته الجماعة ، وهو الشخص المجدد . ويتمثل الافراد الهامشيون فى الانماط الآتية :
المخالف – المحايد – الفاتر – الممتعض . الفئة الثانية : تضم الاشخاص المحاطين بالهيبة ، وهم اكثر فاعلية فى توطئة الجو لحدوث التغير .
خلاصة القول ان الشخص المنحرف والشخص المهيب ينطويان على قدر كبير من الاهمية فى أحداث التغير القافى والتعجيل به . بيد ان تأثير المهيب يكون اقوى من الآخر ، لانه يحظى باحترام الجماعة . ولكن إذا تبنى الشخص الهامشى الافكار الجديدة ، فان الغالب هو اتباع المخالفين الآخرين له تاركين باقى الجماعة . ( فوستر ) يذهب الى ان الشخص الهامشى هو الشخص الاوحد صاحب التأثير فى احداث التغير الثقافى كمجدد محلى مؤثر ، غير ان الواقع الاجتماعى الثقافى العربى يؤكد ان تأثير المهيب هو اقوى واقدر من تأثير الشخص الهامشى .
من هنا تظهر اهمية الميكانيزمات النفسية التى تقف وراء السلوك الانسانى وتحدد خطوطه العريضة ، وبالتالى تدفع الفرد الى قبول الفكرة او رفضها ،هذا من ناحية . و من ناحية اخرى ترجع اهمية تلك الميكانزمات الى انها مظهر من مظاهر عملية التعلم ، وتنطوى هذه العملية على مستويين :
1- مستوى الحياة المبكرة للفرد حيث يكون متلقى لنظم ثقافته متكيفا معها .
2- مستوى الرشد حيث يؤدى دورا ويتعرض لعمليات اعادة التكييف اكثر من التكيف ذاته . وعلى ذلك يعد التثقيف فى المستوى الاول اداة للمحافظة الثقافية . ويعتبر المستوى الثانى الواعى نافذة مفتوحة للتغير الثقافى .
التغير الثقافى الخارجى :
العوامل الخارجية للتغير اهمها : الانتشار كما ذكرنا سابقاً والامثلة فى الكتاب
العلاقة بين التغير الاجتماعى والتغيرالثقافى : هناك اربع خطوات فى عملية التغير الثقافى : تأتى سمة جديدة . الانتشار يزعج السمة الجديدة . انتشار السمة الجديدة . استيعاب النسق الثقافى لهذه السمة الجديدة .
التغير الاجتماعى يعنى التغيرات فى التنظيم الاجتماعى اى فى بناء المجتمع ووظائفه . لهذا هو جزء من موضوع اوسع يطلق عليه ( التغير الثقافى ) . التغير الثقافى يشمل كل التغيرات التى تحدث فى كل فرع من فروع الثقافة ، بما فى ذلك الفن – العلم – الفلسفة – التكنولوجيا ....الخ ، كما يشمل فوق ذلك التغيرات التى تحدث فى اشكال وقواعد التنظيم الاجتماعى .
إذاً التغير الثقافى اوسع بكثير من التغير الاجتماعى . لكن يجب ان نفهم ان كل جزء من اجزاء التقافة يرتبط بطريقة ما بالنظام الاجتماعى ، ولكن لا يعنى ذلك ان بعض التغييرات التى تحدث فى بعض فروع الثقافة لا نستطيع ان نلاحظ آثارها فى النسق الاجتماعى . من الناحية الاجتماعية نهتم بالتغير الثقافى فقط الى المدى الذى ندرك فيه تأثيره فى التنظيم الاجتماعى ، ولهذا فاننا لا نهتم به منفصلاً عن التغير الاجتماعى .
بعض المبادىء الاساسية للتغير الثقافى :
1- كثير من المميزات الاساسية للمجتمع مثل العلم والديمقراطية هى امور جديدة بالنسبة للانسان لم يسبق وان اختبرها ، لذا فانه يجد صعوبة فى معرفة ماذا يفعل بها .
2- التغيرالثقافى حتمى .
3- العوامل المؤدية للاستقرار والعوامل المؤدية للتغير هى مظاهر موروثة للثقافة .
4- تتغير الثقافات بطريقة متباينة .
5- تتغير الثقافات بإضافة سمات لها او فقدان سمات منها او حصول تغير فى معالم سمات موجودة .
6- تنشأ عناصر ثقافية جديدة فى ثقافة معينة ويسمى ذلك (بالاختراع) ، اوتأتى من ثقافات اخرى وتسمى حينئذ ( الاقتباس ) .
7- يشمل الاختراع استعمال العناصر الثقافية الموجودة ولكن بتركيب جديد .
8- جميع المجتمعات بإستثناء بعض المجتمعات البدائية ، وجدت راحتها عن طريق الاقتباس اكثر من واسطة الاخراعات الخاصة بها .
9- معظم الاختراعات تمثل تعديلات فى تفصيلات الثقافة ، بينما الطابع الاساسى للمجتمع يبقى دون تغيير جوهرى .
10- تأثير الاختراعات بعيد المدى حتى انه يتعذر التنبؤ بما يتغير من مجموع ثقافة ما بسبب شىء جديد .
11- العامل الرئيسى فى انسجام مهارة جديدة او فكر جديد مع ثقافة قائمة هو كيفية تلاؤم هذا الشىء الجديد داخل النظام القائم .
ان معظم عمليات التغير الثقافى سواء كانت بالاستعارة او التمدين او الانتشار او التثقيف او فرض التقافة ، جميعها تنبع من عمل الانسان ، ولكن البيئة بين حين وآخر تلعب دوراً رئيسياً فى تغيير الثقافة .
مثال : حالة تانالا فى مدغشقر .