مادة: التغير الاجتماعي
كتاب التغير الاجتماعي والثقافي
أ. د دلال ملحس استيتة
الفصل الأول المدخل النظري
1- التغير في ذاته سمة من سمات الإنسانية ، وهو ظاهرة طبيعية تخضع لها جميع مظاهر الكون . إلا إن هناك ظواهر أسرع في تغيرها وتطورها من الأخرى ، وهى أوضح ما تكون في كل مناحي الحياة الاجتماعية . 2- التغير الاجتماعي هو: ( كل تحول يحدث في النظم والأنساق والأجهزة الاجتماعية، سواء كان ذلك في البناء أو الوظيفة خلال فترة زمنية محددة ).
3- النظم فى المجتمع مترابطة ومتداخلة ومتكاملة بنائياً ووظيفياً، واى تغير يحدث فى ظاهرة لا بد وان يؤدى الى سلسلة من التغيرات الفرعية التى تصيب معظم جوانب الحياة بدرجات متفاوتة .
4- يتطلب التغير فى ميدان الحياة ضرورة تكيف الافراد لمقتضياته ووفقاًلما يتطلبه من مستحدثات .
5- التغير فى ابسط صوره ينحصر فى ان عدداً كبيراً من الاشخاص يؤدون جهوداً تختلف عن تلك التى كان آباؤهم يؤدونها فى وقت معين . 6- التغير فى حد ذاته عملية مكملة لواحدة او اكثر من العمليات الاجتماعية السائدة فى المجتمع .
7- يدل التغير على انماط من العلاقات الاجتماعية فى تنظيم اجتماعى معين ، والتى تفرض التغير فى فترة زمنية معينة دون التعرض للوضع الاجتماعى العام .
8- ظاهرة التغير قد تحصل فى فترة زمنية معينة وبشكل سريع ، او قد تستغرق كل التاريخ الحضارى للانسان .
9- يعنى التغير الاجتماعى القدرة على فصل العلاقات المتغيرة عن تلك التى تتغير ببطء شديد او ثابت تماماً .
10- الاختلاف فى المجتمعات يكشف عن اختلافات محددة ، لكن التركيز على الاشياء المتشابهة والثابتة فى حضارة معينة يبرز كصفة رئيسية . 11- التغير الاجتماعى هو تغير فى العلاقات والبناء الاجتماعي ، وهو رابطة من العلاقات الحاضرة ، ومن ثم فان اى تغير فى العلاقات ينعكس على البناء الاجتماعى فى جملته .
12- لا يمكن التسليم بالجمود او الموافقة عليه ، إذ يكفى ان ننظر الى المجتمعات الانسانية المختلفة ، لنرى مدى التغير الذى اصابها عبر حقب التاريخ .
(جيرث ) و( ميلز ) يعتبران ان التغير الاجتماعى هو : التحول الذى يطرأ على الادوار الاجتماعية التى يقوم بها الافراد ، وكل ما يطرأ على النظم الاجتماعية ، وقواعد الضبط الاجتماعى التى يتضمنها البناء الاجتماعى فى مدة معينة من الزمن .
جنزبرج يذهب الى التغير الاجتماعى هو : كل تغير يطرأ على البناء الاجتماعى فى الكل والجزء ، وفى شكل النظام الاجتماعى ، ولهذا فان الافراد يمارسون ادواراً اجتماعية مختلفة عن تلك التى كانوا يمارسونها خلال حقبة من الزمن . اى اننا إذا حاولنا تحليل مجتمع فى ضوء بنائه القائم ، وجب ان ننظر اليه من خلال لحظة معينة من الزمن ، اى نلاحظ اختلاف التفاعل الاجتماعى الذى حدث له .
فى ضوء التعريفات السابقة يمكن ان نعرف التغير الاجتماعى بانه : ( كل تحول يحدث فى البناء الاجتماعى والمراكز والادوار الاجتماعية ، وفى النظم والانساق والاجهزة الاجتماعية خلال فترة معينة من الزمن ) .
تعريف جى روشى : التغير الاجتماعى يعنى كل تحول فى البناء الاجتماعى يلاحظ فى الزمن ، ولا يكون مؤقتاً سريع الزوال لدى فئات واسعة من المجتمع ويغير مسار حياتها .
للتغير الاجتماعى عند ( جى روشى ) صفات هى :
1- التغير الاجتماعى ظاهرة عامة ، توجد عند افراد عديدين ، وتؤثر فى اسلوب حياتهم وافكارهم .
2- يؤثر فى هيكل النظام الاجتماعى .
3- يبدأ بفترة زمنية وينتهى بفترة زمنية ، من اجل مقارنة الحالة الماضية بالحالة الراهنة ، ومن اجل الوقوف على مدى التغير .
4- يتصف التغير الاجتماعى بالديمومة والاستمرارية ، وذلك من اجل ادراك التغير والوقوف على ابعاده .
اما التغير الذى ينتهى بسرعة ، فلا يمكن فهمه ، ولهذه فالتغير الاجتماعى يتضح من خلال ديمومته .
يشير عاطف غيث الى التغير الاجتماعى بانه : ( التغيرات التى تحدث فى التنظيم الاجتماعى ، اى فى بناء المجتمع ووظائف هذا البناء المتعددة والمختلفة ) . ويرى ان التغيرات الاجتماعية فى صور شتى : التغير فى القيم التغير فى النظام الاجتماعى التغير فى مراكز الاشخاص
اشار (عبدالله الراشدان ) الى ان التغير الاجتماعى يعنى الآتى :
1-التحول فى النظم والانساق والاجهزة الاجتماعية سواء كان ذلك فى البناء او الوظيفة خلال فترة زمنية معينة
2- الاختلاف عن انماط الحياة المقبولة سواء اكان هذا الاختلاف راجعاً الى التغير فى الظروف الجغرافية او فى الامكانيات الثقافية او التكوين السكانى او فى الايديولوجية او نتيجة الانتشار او الاختراع داخل الجماعة .
3- التحول الذى يقع فى التنظيم الاجتماعى ، سواء فى تركيبه وبنيانه ، او فى وظائفه .
التعريف العملى للتغير الاجتماعى يحتوى على ستة أجزاء متصلة ومرتبطة مع بعضها بعلاقات تبادلية . هذه العوامل هى :
يلاحظ مما سبق ان المفكرين متفقون فى النظرة العامة لماهية التغير الاجتماعى، وهو : كل ما يطرأ على البناء الاجتماعى فى الوظائف والقيم والادوار الاجتماعية خلال فترة محدودة من الزمن ، وقد يكون هذا التغير ايجابياً فهو تقدم ، وقد يكون سلبياً فهو تخلف ، فالتغير إذاً ليس له اتجاه محدد .
آليات التغير الاجتماعى :
1- المصدر الداخلى : اى نتيجة لتفاعلات تقسم داخل المجتمع .
2- المصدر الخارجى : اى الذى يأتى من خارج المجتمع نتيجة اتصال المجتمع بغيره من المجتمعات . وسواء اكان المصدر داخلى ام خارجى ، فان ذلك يقوم على أليات محددةهى :
مصطلحات التغير الاجتماعى :
اولاً : التقدم الاجتماعى : يشير هذا المفهوم الى حالة التغير التقدمى الذى يرتبط بتحسن دائم فى ظروف المجتمع المادية واللامادية . ويسير التقدم نحو هدف محدد او نقطة نهائية ، ويرتبط هذه الهدف دائماً بنوع من الغائية . التقدم يعنى ان كل صورة من صور المجتمعات أفضل بالضرورة من سابقتها
من هذه الناحية فان مفهوم التقدم يتضمن عدة جوانب منها انه :
1- يتضمن حكم قيمى : اى لابد ان يحدث التغير فى الطريق المرغوب فيه ، والذى يحقق مزيداً من الاشباع والرضا .
2- ينطوى التقدم على مراحل ارتقائية : اى ان كل مرحلة تكون افضل من سابقتها ، وهو يشير الى انتقال المجتمع الى حالة افضل من حيث الثقافة والقدرة الانتاجية والسيطرة على الطبيعة .
بين ( ويل ديورنت ) ان الانسانية خلال تقدمها الاجتماعى الارتقائى قد مرت بعدة مراحل :
النطق النار استئناس الحيوان
الزراعة التنظيم الاجتماعى الاخلاق
الآلات – الصناعة العلوم التربية
الكتابة
3- مفهوم التقدم يتضمن الجانب النسبى .
4- مفهوم التقدم يتضمن جانب الاستمرارية .
فكرة التقدم التى كانت تطرح من قبل الفلاسفة والاجتماعيين ، لا تتطابق وواقع التقدم لدى المجتمعات . وقد بقيت فكرة التقدم سائدة عند المفكرين الى ان وضع ( اوجبرن ) كتابه ( التغير الاجتماعى ) حيث اخذت فكرة التغير الاجتماعى تحل محل فكرة التقدم الاجتماعى .
الاختلاف بين مفهومى التقدم والتغير : التقدم الاجتماعى يحمل معنى التحسن المستمر نحو الامام . التغير الاجتماعى قد يكون تقدماً او تخلفاً . وبالتالى يكون مصطلح التغير اكثر علمية ، لانه يتوافق مع واقع المجتمعات ( واقع التقدم وواقع التخلف ) ، فالمجتمعات ليست دائماً فى تقدم مستمر ، وانما يعتريها التخلف ايضاً .
ثانياً : التطور الاجتماعى: يشير مفهوم التطور الى التحول المنظم من الاشكال البسيطة الى الاشكال الاكثر تعقيداً ، وهو يستخدم لوصف التحولات فى الحجم والبناء . يعنى مفهوم التطور الاجتماعى النمو البطىء المتدرج الذى يؤدى الى تحولات منتظمة ومتلاحقة ، تمر بمراحل ترتبط فيها كل مرحلة لاحقة بالمرحلة السابقة .
التطوريين القدامى والمحدثين يقولون بحتمية التطور للمجتمعات ، بانها حتمية تتشابه وحتمية التطور عند الكائنات العضوية ، الا ان الإختلاف عند المحدثين فى : ( ان العوامل المختلفة تؤدى الى تغير اتجاه التطور بوجه عام ) وهنا يلاحظ ان مفهوم المحدثين للتطور يقترب من مفهوم التغير الاجتماعى الى حد كبير ، الا انهم لم يتبينوا الاختلاف بين المفهومين بشكل دقيق .
يمكننا القول ان التطور العضوى يعنى ان الانواع الحية قد نمت مع الزمن وبصورة متزايدة التعقيد ، فهو إضافة ” حجمية ”دون حذف او استبدال لبنى قديمة .
اما التطور المجتمعى ، فيعنى ان ثقافة المجتمعات قد نمت مع الزمن وبصورة متزايدة التعقيد ، بإضافة ” كمية ونوعية ” مع حذف واستبدال لبنى قديمة .
اى ان التطور الاجتماعى قد اهمل جانباً مهماً فى تغير المجتمع حيث استبعد فكرة التخلف الاجتماعى التى تنطبق على واقع المجتمعات ، فيكون مصطلح التغير الاجتماعى هو الاكثر علمية وواقعية لحالة المجتمعات الانسانية .
ثالثاً : النمو الاجتماعى
يعنى مصطلح النمو انه عملية النضج التدريجى والمستمر للكائن وزيادة حجمه الكلى او اجزائه فى سلسلة من المراحل الطبيعية ، كما يشير الى نوع معين من الغير وهو التغير الكمى .
من امثلة التغيرات الكمية التى يعبرعنها مفهوم النمو :
التغيرات التى تطرأ على حجم السكان وكثافتهم ، والتغيرات فى اعداد المواليد والوفيات , ومعدلات الخصوبة ، وكذلك التغيرات فى حجم الدخل القومى ونصيب الفرد منه . والتغيرات فى انواع الانتاج المختلفة كالتغير فى الانتاج الزراعى او الصناعى .
وتشترك كل هذه التغيرات فى انه يمكن قياسها كمياً، لذلك فان مفهوم النمو اكثر انتشاراً فى الدراسات السكانية والاقتصادية .
يرتبط مفهوم النمو بمفهوم التغير ارتباطاً وثيقاً ، ذلك لان التغير له جوانب عديدة ، من هذه الجوانب ( الجوانب الكمية ) التى يمكن ان تقاس من خلال معدلات النمو . ولكن وجود هذه المؤشرات وغيرها لا يعبر عن كل جوانب التغير الاجتماعى . دراسة التغير الاجتماعى تحتاج الى بيانات اكثر تفصيلاً حول التغيرات الكيفية فى العلاقات الاجتماعية وفى الثقافة والقيم .
و يختلف النمو عن التنمية فى كونه تلقائياً ، بينما التنمية عملية ارادية مخططة. من الناحية النظرية ، فان مفهوم النمو يقترب من مفهوم التطور، ولكنه لا يتطابق معه . ( النمو الاجتماعى ) اى النمو الذى يتعلق بالمجتمع ، ويعنى نمو السمات الفردية بما يتفق مع الانماط الاجتماعية المقررة ، والبيئة الاجتماعية من ناحية اخرى . النموالاجتماعى اكثر تعقيداً من النمو العضوى .
يختلف مصطلح النمو الاجتماعى عن التغير الاجتماعى فى عدة نقاط مجملها فى الآتى :
1- يشير النمو الى الزيادة نسبياً ، والمستمرة فى جانب واحد من جوانب الحياة .
اما التغير فيشير الى البناء الاجتماعى والنظام والادوار والقيم وقواعد الضبط الاجتماعى . وقد يكون هذا التحول ايجابياً او سلبياً ولا يتصف ذلك بالثبات إطلاقاً .
2- يكون النمو بطيئاً وتدريجياً.
اما التغير الاجتماعى فيكون على عكس ذلك فقد يكون سريعاً ويتضمن قفزات الى الامام والى الخلف .
رابعاً : التنمية الاجتماعية :
هى الجهود التى تبذل لإحداث سلسلة من التغيرات الوظيفية ،
والهيكلية اللازمة لنمو المجتمع ، وذلك بزيادة قدرة افراده على
إستغلال الطاقة المتاحة الى اقصى بعد ممكن اكبر قدر من الحرية
والرفاهية لهؤلاء الافراد بأسرع من معدل النمو الطبيعى ، كما انها
تشير الى عملية ارتقاء تدريجى كإرتقاء نمو الطفل او الشخصية .
يرتبط مفهوم التنمية بمفهوم التحديث والذى يتحول من نمط المجتمع الذى يعتمد على تكنولوجيا تقليدية وعلاقات تقليدية ونظام سياسي تقليدى ، الى نمط متطور تكنولوجياً واقتصادياً وسياسياً . ويعتبر التحديث عملية تتحقق من خلالها التنمية الاجتماعية ، فهى العملية التى تخلق من الظروف ما يجعل المجتمع يحقق غاية التنمية . ماهى هذه الظروف ؟
مفهوم التنمية ومفهوم التحديث يمكن ان يكون لهما علاقة وثيقة بعملية التغير . التحديث والتنمية يحدثان تغيراً اجتماعياً . لكن المفهومين ليسا بديلين لمفهوم التغير الاجتماعى . التحديث والتنمية يعبران عن حالة خاصة تتعلق بتحول المجتمعات التقليدية الى مجتمعات نامية او حديثة . اما التغير فهو يشتمل على مفهوم اشمل من مفهوم التنمية وله ابعاد اكثر اتساعاً .
العلاقة بين التنمية والتغير تتجلى فى الامور التالية :
1- مفهوم التنمية هو اقرب المفاهيم للتغير مقارنة بمفاهيم التقدم والتطور والنمو .
2- المفهوم الحديث للتغير يتطابق ومفهوم التنمية الاجتماعية بالرجوع الى مضمون المفهومين .
3- المفهوم المطلق للتغير يعنى التحول او التبدل الذى يطرأ على البناء الاجتماعى متضمناً تبدل النظام الاجتماعى والادوار وقواعد الضبط الاجتماعى ( ايجاباً وسلباً ) .
4- التنمية الايجابية ايجابية دائماً , فى حين ان التغير الاجتماعى قد يكون نكوصاً .
عوامل التغير الاجتماعى
لماذا يحدث التغير ؟
لا يحدث التغير دون سبب يحركه ويدفعه الى الامام
البحث عن عوامل التغير الاجتماعى عملية معقدة تثير بعض المشكلات النظرية والمنهجية ،
أولها : مشكلة التداخل بين هذه العوامل
ثانياً : مشكلات التعليل
ثالثاً : مشكلة تصنيف عوامل التغير الاجتماعى
أولاً : العوامل الخارجية
أ – العوامل البيئية
تصنيف عوامل التغير الاجتماعى
ب - العوامل الد يموغرافية
يقصد بها حجم السكان ومعدلات نموهم وهجرتهم وخصوبتهم الى غير ذلك من العوامل الديموجرافية الاخرى . وترتبط عملية النمو السكانى بعمليتى التحضر والتصنيع .
ج – العوامل الثقافية
حيث أن معظم السمات الثقافية الجديدة تنتقل من خلال الإنتشار، فإن المجتمعات الوثيقة الإتصال بغيرها من المجتمعات هي أكثر عرضة للتغير السريع.
الإتصال الثقافي عملية تسهم في إحداث تغير اجتماعي واسع النطاق خاصة في الثقافات المستقبلية.
يظهر تأثير هذا الإتصال في الأفكار والمعتقدات السياسية والدينية وأساليب الحياة والتكنولوجيا.
يعمل الإتصال على تنشيط العمليات الإجتماعية، وبالتالي يضفي بعداً دينامياً على البناء الإجتماعي القائم .
الإتصال ببساطة هو تلك العملية التى تنتقل بواسطتها الرساتلة او الفكرة او الاختراع من المرسل الى المستقبل
الاتصال والتغير الاجتماعى ليسا مترادفين ، إلا ان الإتصال هو العنصر المهم والفعال خلال عملية التغير الاجتماعى .
لذلك فان مفهوم التغير الاجتماعى يتضمن ( علاوة على عملية الاتصال ) النتائج الفردية والجماعية التى تنجم عن ابتكار جديد او حتى الاعتراض عليه ورفضه .
إذا الاتصال هو عملية حيوية لا بد منها لإحداث التغير الاجتماعى ، والتى تتمثل فى المراحل التالية :
د- عوامل التحديث
التحديث عملية معقدة تستهدف إحداث التغيرات فى جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والايديولوجية .
الاتصال والاحتكاك هو مطلب سابق للتحديث .
يلعب التحديث دوراً هاماً فى عملية التنمية التى تستلزم تشبعاً وتعقيداً مستمراً فى النظم الاجتماعية التى يتكون منها المجتمع ، والتى تتطلب بدورها تغيرات فى التزامات الافراد الاجتماعية والاقتصادية والسيكولوجية .
التحديث هو أحد عوامل التغير الإجتماعي الهامة.
هه – العوامل الإقتصادية
يقصد بالعوامل الإقتصادية شكل الإنتاج والتوزيع والإستهلاك ونظام المليكة السائدة في المجتمع والتصنيع.
تلعب هذه العوامل دوراً هاماً في إحداث التغير الإجتماعي.
العامل الإقتصادي له أهمية كبرى في التعجيل بالتغير الإجتماعي، ولكنه ليس العامل الحتمي، لأن باقي العوامل تتفاعل معه لتغير المجتمع.
التغير الإجتماعي يراعي قيم المجتمع وثقافته.
ثانياً : العوامل الداخلية
النظام السياسي
يقوم النظام السياسي بتنظيم العلاقات الخارجية ويقوم بوضع استراتيجيه عامة تستهدف تحقيق الرفاهية الإقتصادية والإجتماعية وتحقيق الإستقرار والأمن.
كلما حقق النظام السياسي درجة من القوة استطاع أن يكون فاعلاً في إحداث التغيرات الداخلية وضبطها.
يلعب النظام السياسي دوراً في إحداث التغير ويرتبط ذلك بظرفين:
1- أن يكون النظام عميلاً متواطئ ضد شعبه.
2- أن يكون النظام عدوانياً يمارس التهديد العسكري للدول الأخرى.
ثالثاً: العوامل التكنولوجية
يرى شندر أن معظم التغيرات الإجتماعية ليست ناتجة عن التغير في العمل أو في الدولة، ولكن نتيجة للتغيرات التكنولوجية، ويقول أنه باستمرار التغير التكنولوجي يستمر التغير الإجتماعي.
التغير التكنولوجي ليس عاملاً وحيداً في إحداث التغير الإجتماعي وإنما هناك عوامل أخرى تعمل على إحداثه.
رابعاً: العوامل الفكرية والفلسفية
تحدث التغيرات الإجتماعية كلها نتيجة لإفكار متعددة، ينتج عنها إدامة تنظيم العلاقات بين الأفراد والجماعات (مثال ذلك الفكر الماركسي ومدى تأثيره في بناء روسيا).
يرى أحد العلماء الإجتماعيين أن الأيديولوجية تتكون من عناصر أربعة:
1- الأفكار التي يعتنقاها الناس عن البناء الإجتماعي والعمليات الداخلية.
2- الأفكار التي يعتنقها الناس عن تاريخ هذا المجتمع.
3- تقييم ما يعتنقونه من حقائق.
4- القيم والأهداف التي ارتضتها القوى الشعبية للمجتمع الذي تنتمي اليه.
مثال ذلك الديانات السماويه، حركة النهضة والإصلاح الديني، والثورة الفرنسية. يذهب كل من أوجست كونت وماكس فيبر الى أن العوامل الفكرية هي العوامل الحاسمة في التغير.
مراحل التغير الإجتماعي
يرى (هربرت ليونبرجر ) أن هناك سلسلة من المراحل يمر بها الفرد قبل أن يأخذ بالنمط الجديد وهي:
1- الإحساس 2- الإهتمام 3- التقييم 4- المحاولة 5- التبني
هناك من يرى أن للنمط المتغير أربعة خصائص وهي:
1- الشكل 2- المعنى 3- الإستعمال 4- الوظيفة
خصائص التغير الإجتماعي
من أهم هذه الخصائص حسب ولبرت مور:
1- السرعة .
2- الترابط .
3- النوع المخطط .
4- الوسائل التكنولوجية .
يحدد آخرون خصائص أخرى للتغير الإجتماعي :
1- ذات تأثيرات عامة وملموسة .
2- الإستمرارية .
3- قد لا يسبق استكمال حدوث التغير الإعلان عنه .
4- تبدأ بطيئة ثم تتراكم بمرور الزمن .
5- قد يكون التغير مخطط أو مبرمج .
6- توافر إمكانيات الحراك الإجتماعي .
7- انتشار المعايير العقلية والعلمية داخل ثقافة المجتمع .
8- سيادة نموذج للشخصية...الخ (شرح الكتاب)
أهمية التغير الإجتماعي
توضح النظرة الى خريطة العالم سيادة فاعلية عمليتي التجانس والتباين اللتين تعدان أساس تفاعل التغير الإجتماعي في النسق الوظيفي.
أدى ظهور العلم والتجديدات التكنولوجية الى دوام تفاعلات التغير في بناء المجتمعات.
يضم العالم ثلاثة تجمعات نسقية (العالم الأول والثاني والثالث) وهي تنفصل على أساس قدر امتلاكها للمعرفة والتكنولوجيا.
عادة ما تخضع دول العالم الثالث لتغيرات جذرية تعمل على إلغاء الهوة التي تفصل بينها وبين بلاد العالم الأول والثاني، ومن تحررها من قيود التبعية والإستغلال التي تمارسها المجتمعات المتقدمة.
هنا تبرز أهمية التغير الإجتماعي كظاهرة معاصرة.
رغم هذه الأهمية ثار خلاف بين النماذج النظرية حول مسائل تتعلق بطبيعة التغير ومداه ومصادره آثاره.
نشأت مواقف خلافية إما نتيجة:
1- اختفاء المعرفة الإمبيريقية المتعلقة بالتغير.
2- تعرض النموذج النظري لطراز معين يراد تعميمه على الواقع المتباين.
3- مواقف أيديولوجية معينة والإدعاء بإنها تمثل مواقف علمية موضوعية.
الجمعة فبراير 18, 2011 2:56 am
